التوعية بفيروس كوفيد – 19 وأكثر من 200 ابتسامة في باكستان

Child with cleft from Pakistan

أجبرت جائحة فيروس كوفيد – 19 العديد من المستشفيات الشريكة لسمايل ترين على إيقاف جراحات الشفة والحلق المشقوقين بشكل مؤقت في مارس 2020، استغل طاقم العمل في شريكتنا سمايل هوم ترست بمحافظة السنْد بباكستان هذه الظروف العصيبة لخلق فرصة.

حتى الآن، لم يضرب فيروس كوفيد – 19 معظم المناطق الداخلية لمحافظة السِّنْد، ولكون سمايل هوم ترست تُعد منزلا لبعض أفقر سكان البلد - التي يعيش ملايين من أهلها في مناطق شديدة الًإزدحام ويعانون من أجل الحصول على قوت يومهم والبقاء في صحة جيدة - فإن سمايل هوم ترست تعي جيدا أنه بمجرد وصول الفيروس سيكون التأثير كاسحا وذلك مالم تتخذ البلاد إجراءات سريعة.

أثناء مرور أعضاء فريق سمايل هوم ترست على الأحياء والقرى سائلين أهلها عن أي حالًات شفة أو حلق مشقوقين قاموا أيضا بتوعيتهم بالأهمية الحيوية لغسل الأيدي والتباعد الًجتماعي وقاموا بتوزيع المواد الغذائية والأقنعة الجراحية والقفازات ومطهرات الأيدي على كل من قابلهم.

نجحت عمليات التوعية المجتمعية ووصلت حالًات الشفة والحلق المشقوقين إلى سمايل هوم ترست. ومن أجل الحفاظ على سلامة الجميع، تم إجراء فحوصات إضافية قبل إجراء الجراحة لكشف أي أعراض لسوء الحالة الصحية كإجراء احترازي، مع عدم السماح بتواجد أكثر من مرافق واحد في الغرفة مع كل مريض.

Before and after cleft surgery

لم يمانع المرضى أيًّا من إجراءات السلامة الإضافية وذلك لكونهم ليسوا أقل سريالية من التجربة نفسها. يقول الدكتور عرفان إيشاق رئيس الجراحين في سمايل هوم ترست "لم يصدقوا أننا نعرض عليهم إجراء جراحات الشفة والحلق المشقوقين بشكل مجاني، ظنوا أن في الأمر خدعة"، ولكن بعد إتمام الجراحة وخروجهم من المستشفى مع أدوية مجانية – مستلزمات الوقاية من فيروس كوفيد - 19 – وابتسامات جديدة مشرقة، انفجروا باكين وانهالت دعواتهم للطاقم الطبي المحلي ومتبرعي سمايل ترين.

Pyari before and after cleft surgery

وعلى الرغم من ذلك، تمكن فريقه من إتمام علاج حالًات الشفة والحلق المشقوقين لما يقارب 200 شخص في شهر مارس، ويتحدث الدكتور عرفان عن إحدى الحالًات التي لن ينساها على الإطلاق، وهي بياري ذات السبعون عاما، تحكي بياري قصتها التي بدأت بتخلي والديها عنها ونضالها للبحث عن السعادة طوال حياتها، لم تتمكن من التعرف على ذلك الوجه المُبتسم في المرآة واحتاجت أن تلمسه بأصابعها لتتأكد أنه واقعا وليس حلما، ثم قبلت أيدي الدكتورعرفان وبكت لكونها أخيرا ستتمكن من العيش في سلام.

قصتها هي واحدة من مئات النماذج الفريدة لسمايل ترين والتي جعلتها ممكنة خلال فترة جائحة فيروس كوفيد - 19 . ولكوننا نستثمر في العاملين في مجال الرعاية الطبية وفي البنية التحتية الطبية مكِّن شركاءنا من الاستمرار في توفير رعاية عالية الجود ة لحالًات الشفة والحلق المشقوقين في أي مكان تتوفر فيه عوامل السلامة. أما في المناطق التي لًا يمكن فيها الاستمرار في علاج حالًات الشفة والحلق المشقوقين، يقف العديد من شركائنا في الصفوف الأمامية في مجتمعاتهم مُكافحين لهذا المرض ومُتطلعين لذلك اليوم عندما يكون بإمكانهم العودة لمعالجة حالًات الشفة والحلق المشقوقين في أمان، وعندما يأتي ذلك الوقت، ستكون سمايل ترين حاضرة لدعمهم بالمعدات والتمويل اللازمين من أجل الإستمرار في إنقاذ الأرواح ورسم الأبتسامة على وجوه أولئك الذين في أمسِّ الحاجة إليها..