د. طارق: العناية بالسمع هي العناية بالشفة المشقوقة

لماذا أصبح أحد أبرز الخبراء في العالم المختصين في مجال الشفة المشقوقة والسمع شريكا فخوراً في منظمة سمايل تراين

Dr. Tarek

كثير من الناس لا يعرفون أن الشفة المشقوقة يمكن أن تسبب تلفا شديدا ودائما في السمع. قام الدكتور طارق عبد الفتاح حسن، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الأطفال الشريك في الجيزة، مصر، بتصحيح هذا المفهوم الخاطئ وجعل من مسألة اعادة حاسة السمع للأطفال المصابين بالشفة المشقوقة رسالة حياته. لقد وافق بلطف على القيام بمشاركة قصته الملهمة معنا أدناه.

منذ الطفولة المبكرة، كنت دائما أرى الأطباء كأبطال: إنقاذ الأرواح، ومساعدة المحتاجين، وتخفيف الألم، وجلب الراحة في الأوقات العصيبة. كان حلمي الوحيد وشغفي أن أصبح طبيبا. لقد درست بجد للحصول على الدرجات التي سمحت لي بالالتحاق بأقدم وأعرق كلية طب في الشرق الأوسط، كلية الطب بالقصر العيني بجامعة القاهرة.

اكتشفت أثناء سنوات دراستي الجامعية أنني أكره الطب الباطني. لقد وجدت أنه ممل جدا ورتيب. لكن تلك السنوات علمتني أيضا أنني أحب الجراحة: إثارة غرفة العمليات، وإثارة تشريح الأنسجة البشرية ثم تجميعها مرة أخرى لحل مشكلة المريض...

لذلك، كنت أعلم أنني أريد أن أصبح جراحا، وسرعان ما وجدت أن جراحة الأنف والأذن والحنجرة هي الجراحة الأكثر جاذبية بالنسبة لي.

على الرغم من اسمها، فإن الأنف والأذن والحنجرة هي في الواقع أربعة تخصصات جراحية مختلفة تحت عنوان واحد: جراحة الأذن، وجراحة الأنف، وجراحة الحنجرة (الصوتيات)، وجراحة الرأس والرقبة - وكل منها مختلف تماما عن الآخر، ويتطلب مجموعة خاصة به من المهارات والمعارف.

كما قد تتخيل، لم يكن التوجه الى تخصص الأنف والأذن والحنجرة طريقا سهلا.

Dr. Tarek consults with a patient and her mother

جراحات الأنف والأذن والحنجرة هي "عرض رجل واحد" ، حيث يكون لدى الجراح المجهر أو المنظار الداخلي ونادرا ما يحتاج إلى المساعدة. لم يكن تعلم فن وحرفة أنواع الإجراءات المختلفة أمرا سهلا على الإطلاق، ولسوء الحظ، في مصر، من الصعب العثور على جراح مستعد لتعليمك أسرار المهنة. لذلك، كان علي أن أعتمد على نفسي. جلست في غرفة العمليات وشاهدت أطباء آخرين بقدر ما أستطيع. ثم أعود إلى المنزل لأقرأ، وأشاهد أكبر عدد ممكن من مقاطع الفيديو للعمليات الجراحية، ثم أقرأ المزيد. قبل فترة طويلة، أخذت على عاتقي مسؤولية إجراء العمليات الجراحية بمفردي دون أي إشراف أو مساعدة.

كان الأمر صعبا للغاية، أتذكر أنى كنت لا أنام وإن نمت فلا تفارقنى الكوابيس قبل كل جراحة معقدة أقوم بها بمفردى.

ومع ذلك، أعتقد أن هذا النوع من الخبرة، في نهاية المطاف، هو ما يخلق جراحا كفؤا.

Dr. Tarek examining a patient's hearing

بدأت العمل مع مرضى الشفة المشقوقة عن طريق الصدفة فقط. بدأ الأمر عندما التقيت أستاذ الجراحة التجميلية للأطفال الدكتور ممدوح أبو الحسن في تجمع علمي. في وقت قصير، أصبح من الواضح أننا نتشارك نفس الحماس حول العمل في فريق وتقديم خدمة عالية الجودة للمرضى. أخبرني أنه كان يحاول بناء أول فريق متكامل متخصص في حالات الشفة المشقوقة في مصر في مستشفى الأطفال التخصصى، بما في ذلك جميع التخصصات اللازمة لإدارة هذه الحالة الصعبة.

فرصة لمساعدة الأطفال وهدم جدار التفرقة فيما يتعلق بتخصصات الأنف والأذن والحنجرة للعمل كجزء من فريق؟ أعجبتني الفكرة كثيرا، وكنت عضوا في فريق مركز النيل للشفة الأرنبية منذ حوالي أربع سنوات حتى الآن.

صوت البسمات

ان أحد المفاهيم الخاطئة الأكثر شيوعا حول حالات الشفة المشقوقة هي أنها ليست سوى قضية "تجميلية"، ولكن هذا لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة. تؤثر الشفة المشقوقة على قدرة الأطفال على تناول الطعام والتنفس والتحدث وحتى السمع. في الواقع، سيعاني حوالي 70٪ من الأطفال المصابين بالشفة المشقوقة من ضعف السمع الذي، إذا تركوا دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى الكلام غير المفهوم وتلف سمعي دائم قد يتطلب منهم استخدام أجهزة اعانة سمعية طوال حياتهم.

يمكن أن تكون العواقب كارثية. بدون القدرة على السمع، سيكون علاج النطق أصعب وأقل نجاحا. الأطفال الذين يكافحون من أجل التحدث والسمع عادة ما يواجهون وقتا أصعب بكثير في المدرسة، ويكافحون من أجل تكوين صداقات، ويمكن أن يواجهوا حتى حياة من العزلة الاجتماعية. كل ذلك بسبب الحاجة إلى رعاية الأنف والأذن والحنجرة!

وبقدر ما أحببت مساعدة الأطفال على استعادة سمعهم ومستقبلهم، للأسف لقد تمكنت وحتى وقت قريب من مساعدة الأطفال الذين تستطيع أسرهم تحمل تكاليف هذا العلاج فقط. لكن معظم الأطفال المصابين بالشفة المشقوقة في مصر يأتون من عائلات لا تستطيع تحمل تكاليف رعاية السمع من أي نوع. لطالما تألم قلبي لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم.

Dr. Tarek testing  a patient's hearing​​​​​

وعندما أعلنت سمايل تراين أنها ستقوم ببرنامج بتجريبي في مستشفى الأطفال التخصصى لرعاية خدمات السمع لجميع مرضى الشفة المشقوقة المحتاجين، شعرت بالابتهاج. منذ بدء المشروع التجريبي في وقت سابق من هذا العام، ارتفع عدد المرضى الذين أعالجهم كل شهر بشكل كبير. الآن، ولولا وجود هذا البرنامج لما تمكن معظم مرضاي من تلقي هذه الرعاية الأساسية.

لا يزال الوقت مبكرا، ولكن من خلال ما رأيته حتى الآن، أعتقد حقا أن هذا المشروع التجريبي سيحقق نجاحا هائلا. كل حالة من سمايل تراين أقوم بمعالجتها هى طفل آخر سيكون الآن قادرا على السمع والتحدث والغناء. وهذا الطفل ستكون له الآن الحرية والحق في النجاح في المدرسة، وتكوين صداقات، ومتابعة أحلامه، والابتسام مثل أي طفل آخر. إنه لمن دواعي سرورى أن نكون جزءا من هذا البرنامج وأن نعرف أن النجاحات التي نحققها هنا قد تؤدي إلى نتائج مماثلة لمزيد من الأطفال المحتاجين بشدة في جميع أنحاء العالم.

Dr Tarek

إنقاذ الأرواح، ومساعدة المحتاجين، وتخفيف الألم، وجلب الراحة في الأوقات العصيبة ... هذا هو ما كنت أحلم به دائما كطبيب، وهو الآن ما أنعم علي بالقيام به كل يوم. من الرائع كيف تتمكن منظمة سمايل تراين من تحقيق أحلام شركائها أيضاً.

أنا ممتن للغاية لسمايل تراين على هذه الفرصة لتمكيني من تقديم هدية السمع الجيد والتي لا تقدر بثمن للأطفال المحتاجين. وأقول شكرا جزيلا للمتبرعين الذين جعلوا ذلك ممكنا نيابة عن كل وجه مبتسم، فليملأ الله حياتكم بالكثير من الفرح والسعادة كما تقومون بتقديمها للآخرين.

تأثيرنا في مصر

اعتبارًا من سبتمبر 2022

14,500+

جراحات الشفة الارنبية برعاية منذ عام 2007

30+

الجراحون الشريك النشط

17

المستشفيات الشريكة النشطة