ابتسامة بلال… دعاءٌ استُجيب

بالنسبة لعائلة لا تملك شيئًا تقريبًا، كان تعاطفكم تعني كل شيء.

Bilal smiling and holding a picture of himself before cleft surgery

هايل ربّ لأسرة كبيرة، لكن بلا مأوى. كونه المعيل الوحيد لعائلته، يستيقظ مع شروق الشمس يوميًا ويصلّي أن يجد ما يكفي من العمل ليؤمّن لعائلته وجبة واحدة على الأقل قبل غروبها. وعندما أخبره والده أن ابنه الجديد، بلال، وُلد بشفة مشقوقة، تقبّل الخبر كما يتقبّل كل ما يأتيه في الحياة: “تقبلته كجزء من قضاء الله دون تردد.”

لكن ذلك لا يعني أنه لم يشعر بالقلق — الجميع شعر بذلك. طفل آخر يعني عبئًا إضافيًا. وكان عليه أن يعمل أكثر حتى يؤمّن ما اعتاد أفراد أسرته الحصول عليه، بل أكثر لأن بلال لم يكن قادرًا على تناول الطعام بشكل كافٍ بسبب الشق. وإن احتاج إلى رعاية طبية عاجلة، كان مستعدًا لفعل المستحيل من أجله.

Bilal smiling before cleft surgery
بلال قبل جراحة الشفة المشقوقة

نجا بلال من مرحلة الطفولة المبكرة، لكن حياته أصبحت أكثر صعوبة مع مرور الوقت. كان أنحف من إخوته، يعاني من صعوبة في التنفس، ويصدر صوت شخير حتى أثناء استيقاظه. وكان يسيل لعابه باستمرار؛ حاول مرارًا التحكم فيه، لكنه لم يتمكن أبدًا مهما حاول.

كان يتعرض لنظرات مستمرة في كل مكان يذهب إليه. وكان الأطفال الآخرون يسخرون منه بلا رحمة، حتى أنه نادراً ما حاول اللعب مع أحد.

كان ألم بلال هو ألم عائلته. كانوا يتألمون من أجله، ويعانون من شعورهم بالعجز أمام معاناته، لكنهم لم يفقدوا إيمانهم أبدً.
وبعد ست سنوات، جاءهم الجواب الذي طال انتظاره

وصلهم عبر رسالة على تطبيق “واتساب” من أحد أصدقاء هايل، مفادها أن جراحات مجانية لعلاج الشفة المشقوقة تُقدَّم في بلدة قريبة. فتوقف هايل عن كل شيء وسارع إلى حجز موعد.

وعندما رأى هايل ابتسامة ابنه للمرة الأولى بعد الجراحة، خرّ ساجدًا باكيًا. وانضمت إليه العائلة كلها في لحظة مفعمة بالدموع والامتنان.

لقد منح كرم متبرعي “سمايل ترين ” بلال وهايل وعائلتهما الأمل في مستقبل أفضل، وأكّد لهم أن بعض الدعوات، حتى تلك التي تبدو مستحيلة، يمكن أن تُستجاب.

Bilal and Hael sharing a smile
بلال وهايل يتشاركان الابتسامة

قال هايل: « لقد فاقت نتائج العملية كل توقعاتنا، فقد غيّرت حياة بلال بطريقة مذهلة. كل الشكر والتقدير لمؤسسة "سمايل ترين" على كرمهم ودعمهم للأطفال المصابين بالشفة الأرنبية حول العالم