Noah’s Smile Is a Rainbow After a Storm
لقد أضاءت أحلام والديه التي طال انتظارها في نور جديد

كان المشهد أشبه بالخيال وفي الوقت نفسه حقيقيًا للغاية. كان هناك على الشاشة، يتحرّك. لم يصدّق إسراء ومصطفى أن أحلام الأبوي التي راودتهما طوال حياتهما على وشك ان يتحقق خلال بضعة اشهر فقط.
ثم توقفت أخصائية السونار عن الفحص وبدأت تحدق. وجهها قال كل شيء أولاً. كان هناك شيء خاطئ.
طفلهما سيولد بشفة أرنبية. أصابهما الخبر بالصدمة، لكن هذا الشعور سرعان ما تلاشى، وعاد شعورهما بالامتنان من جديد. معرفة الخبر مسبقًا مكنتهما من استخدام بقية فترة الحمل للاستعداد ومنح طفلهما المميز كل الحب والرعاية التي يحتاجها.
عندما دخلت إسراء في مرحلة المخاض، كانا مستعدَين قدر الإمكان. حتى جاءت صدمةٌ جديدة: فقد تبين أن ابنهما يعاني أيضًا من مشكلةٍ خلقية في القلب. غمرهما الخوف مرة أخرى, وهذه المرة بينما كانت إسراء تحتضن مولودًا يصرخ بسبب عدم قدرته على الرضاعة نتيجة الشفة الأرنبية. لكن هذا الذعر أيضًا سرعان ما تلاشى, نظرة واحدة إلى ابتسامة طفلهما الفريدة كانت كافية لتمنحهما شعورًا بالراحة وسط الفوضى. سمّياه نوح.

قالت إسراء ":مررنا بأيامٍ وشهورٍ عصيبة بسبب قلقنا على صحة نوح". "كانت أولوية اهتمامنا هي حالته القلبية، والتي، بفضل الله، تمكنا من تجاوزها بعد إجراء عملية ناجحة".
لكن هذا الارتياح لم يدم طويلاً. فحتى بعد ضبط حالة القلب، كانت الشفة الأرنبية لا تزال تجعل الأكل والتنفس معاناة مستمرة. في كل ليلة، وبعد أن يتوقف نوح عن البكاء جوعًا وينام، كان إسرا ومصطفى يسهران قلقين متسائلين كيف لطفلهما الضعيف أن يتحمل عملية جراحية كبرى أخرى
لكنه كان يضعف يومًا بعد يوم. كان عليهما أن يفعلا شيئًا.
رغم أن كل استعداداتهما المبكرة بدت كأنها بلا جدوى عند ولادة نوح بمشكلته القلبية، فإنها أثبتت أهميتها في لحظة اليأس، إذ أوصلتهما إلى مستشفى النور، الشريك المحلي لـ سمايل ترين. ذهبا لاستشارة طبية، واستُقبلا على الفور بابتسامات مطمئنة ومعلومات أكثر طمأنة.
نحن فريقٌ محلي من الخبراء المدربين تدريبًا خاصًا. سنضع خطة علاج مفصّلة تلبي احتياجات نوح بعيدة المدى بدقة. سنكون دومًا إلى جانبه لتنفيذ الخطة ومعالجة أي طارئ، وبفضل سمايل ترين ، ستكون كل رعايته مجانية دائمًا.
بعد أكثر من عام من العيش في خوف دائم، استطاع مصطفى وإسراء أخيرًا أن يتنفّسا الصعداء. وينعما بقسط من النوم كانا في أمسّ الحاجة إليه.

في يوم جراحة نوح، تحطمت كل خطط إسرا الجيدة مرة أخرى أمام الواقع. رغم ثقتها الكاملة في الأطباء، إلا أن كل جزء من غريزتها كأم رفض فكرة تسليم طفلها لأشخاص سيأخذونه منها، ويجرون عملية في جسده، ويغيرون ملامحه. لولا مساندةٍ من مصطفى وأعضاء فريق جراحة الشفة قبل وأثناء العملية، لما استطاعت أن تفعلها.
لكنها لم تكن بحاجة إليهم بعد ذلك.

كنتُ سعيدة جدًا عندما رأيت نوح بعد الجراحة،» قال مصطفى "ابتسامته الجديدة كانت حلمنا الذي طال انتظاره، وقد ملأت قلوبنا بالفرح".
اليوم، وفي عمر الثالثة، أصبحت ابتسامة نوح كقوس قزحٍ بعد العاصفة، تنير يوم كل من يراها. يرى إسراء ومصطفى حياة جيدة قادمة لطفلهما، حياة مليئة بالقدر والمعنى.فقد جعلهما يعيشان فرحة الأبوة والأمومة بما يفوق كل أحلامهما.
قالت إسراء: “ شكرًا لفريق مستشفى النوروسمايل ترين على دعمهم ورعايتهم. سنظل ممتنين للأبد للمتبرعين الذين منحوا ابننا الغالي فرصةً ثانية للحياة"